الثلاثاء، 27 يناير 2009

الوظيفة عن بعد

هل تعلم بأن سيسكو سيستمز أخذت المركز الأول في كونها أفضل بيئة عمل في السعودية

هل تعلم بأن سيسكو سيستمز أخذت المركز السادس في كونها أفضل بيئة عمل في العالم

ولكن الذي لا تعلمه بأن 70 من موظفي سيسكو يعملون من بعد !! نعم يعملون من بعد

اليكم ها المقال من جريدة الرياض والذي يشرح لكم طبيعة العمل عن بعد في سيسكو !!! :

تغير التقنية من عاداتنا وسير أمور حياتنا بشكل سريع ومفيد، فبعد أن نجحت في جعل الناس تتسوق عن بعد، ليأتي التعليم عن بعد منافسا لأروقة الجامعات، اليوم تقدم التقنية لنا مفهوم الوظيفة عن بعد، والتي بدأت تخلق العديد من الوظائف، حيث تتم محاسبة الموظف على انجازه للعمل وليس على حضوره الجسدي الى مقر العمل، فهل تصدق أنه خلال عامين سيكون هناك وظيفة واحدة مقابل كل أربع وظائف عن بعد على مستوى العالم.

ان عدد الوظائف التي لا تتطلب مكوثا في المكتب قد بدأت تنتشر في أسواق العمل، فهي تعتبر حلا اقتصاديا لصاحب العمل الذي لم يعد بحاجة لتأثيث مكتب لكل موظف، وما يصاحبه من مصاريف تشغيلية، وهي كذلك تفتح عددا كبيرا من الفرص التجارية من خلال تبني هذا النوع من الوظائف. فعندما تقدم المبرمجة برنامجها على أكمل وجه، فإن صاحب العمل لا يهمه إن كانت قد أبدعت برنامجها في بيتها أو في مقهى تنسجم فيه خيالاتها، وكذلك البائع الذي يبيع بإنتظام لا يهم هل باعها ليلا او نهار، سبتا أو خميسا، وقس على ذلك العديد من الوظائف التي يمكن ان تستحدث أو تحول الى هذا النوع من الوظائف عن بعد.

يحتاج كل موظف عن بعد الى ادوات رئيسية للقيام بعمله، مثل هاتف محمول وكمبيوتر محمول، وبرنامج يخول الموظف للدخول على بيانات الشركة بكل أمان، وأنظمة الرسائل الفورية (Instant messaging) لجعل الموظف على اتصال دائم وعدم الشعور بأنه يغرد خارج سرب فريق العمل، وقد يتطلب بعض هذه الوظائف الحضور الى مقر العمل بين فترة وأخرى للإجتماع بالمدير وباقي فريق العمل لمناقشة اَخر التطورات والمشاريع الجديدة ومع ذلك يمكن أن يتم عن طريق الاجتماع عن بعد (conference meeting) باستخدام بعض تقنيات الاجتماع عبر الانترنت.

وحتى لا يكون الكلام نظريا ومن واقع تجربة شخصية، فأنا أعمل في شركة لها فروع في كل أنحاء العالم، وهي تقدم أنظمة الاتصالات والمعلومات ومن ذلك توفير أنظمة بيئة العمل عن بعد للشركات والمؤسسات، وقد بدأت في تطبيق مثل هذه التقنيات علينا نحن العاملين بها، إذ إن هاتفي المحمول الذي لا يفارقني تصلني فيه كل رسائل البريد الالكتروني، ومعي كمبيوتري المحمول الذي هو بمثابة مكتبي المتنقل، لا يوجد لي مكتب مخصص في مقر عملي، فكل المكاتب في بيئة خالية من الورق، تحوي على جهاز هاتف بروتوكول الانترنت (IP Phone)، عندما أحتاج أصل الى مقر عملي فإن مكتبي حيث ينتهي بي المجلس، فأول مكتب شاغر أجلس فيه، وعندها أقوم بتسجيل كلمة السر في الهاتف الموجود أمامي ليكون هذا الهاتف هو تحويلتي (هاتف المكتب)، ولذا يتوجب علي تسجيل الخروج من هذا الهاتف عندما أغادر ليكون متاحا لغيري، أما كمبيوتري المحمول فإنه يتصل آليا عبر شبكة المكتب اللاسلكية، سواء كنت في مكتبي أو في أي غرفة اجتماعات لأتمكن من الدخول على أنظمة الشركة.

عندما لايتوجب حضوري، فإن أي مقهى به انترنت يعتبر حلا مفضلا خاصة اذا كنت أرغب بزيارة عميل. وإلا فان الانترنت المنزلية تكفي للقيام بأعمالي، فمع مكتبي (كمبيوتري المحمول) استطيع الدخول الى شبكة شركتي الداخلية عبر قناة (VPN) الآمنة من أي مكان. كذلك وفرت الشركة برنامجا يحاكي تماما هاتف المكتب، فمجرد تشغيل هذا البرنامج في كمبيوتري فإن تحويلتي الداخلية تكون معي، سواء كنت في منتجع (ريبي) شمال انجلترا أو كنت أخرف تمر (سكري) من نخيلنا شمال القصيم. أما الاجتماعات والتدريب فإن خدمة (Webex) والتي تجعلنا نعقد اجتماعات عن بعد بكل سهولة وفاعلية، وكذلك توفر لنا التدريب اللازم في كل ما يتطلبه العمل، وكم من دورة تدريبية يكون المدرب متواجدا في كاليفورنيا ونكون نحن المتدربين في قارات العالم الخمس، أما تقنية الاجتماعات (telepresence) قد أذهلت العالم بسحرها، ولترى عجبها العجاب ابحث عنها في يوتيوب.

لو تأملت مليا فما أكثر المشاريع الاستثمارية التي تتطلب هذا النوع من الوظائف، فهي تخلق وظائف عديدة ليست للرجال وحسب، بل استغلال لكفاءات نسائية من خريجات الكليات التي تزخر بها بلادنا، وأيضا فتح المجال على المدى القريب لتوفير تخصصات جديدة تخدم البلد، خاصة وأن الوظائف عن بعد تتلاءم مع طبيعة مجتمعنا المحافظة.

بقلم: م. يسوف الحضيف

رابط المقال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق