تعتمد البيوت الذكية على ربط وسائل الاتصالات لساكنيها في البيت، والاستفادة من خدمات التشغيل الثلاثي والتي تطرقنا لها في مقال سبق، وأكثر من ذلك، وللتوضيح فإن بيوت اليوم تبنى بأنظمة كثيرة ومستقلة عن بعضها، فنظام التكييف مستقل عن نظام الإنارة، ونظام ثالث للأجهزة الالكترونية الترفيهية، وآخر للأمن ومنافذ البيت وكذلك نظام مستقل للري، أما مفهوم البيوت الذكية فهو إيجاد نظام موحد للتحكم بكافة الأجهزة في المنزل وله تمديدات متكاملة مسبقة، بحيث تكون كل الأنظمة الأخرى فيها على وزن (Plug and play)، فكل جهاز في المنزل سيكون متصلا بهذا النظام عبر بروتوكول الانترنت (IP)، وبفضل الجيل السادس للانترنت الذي سيحل مشكلة ندرة العناوين فإن كل جهاز في المنزل صغيرا كان أم كبيرا سيكون له عنوان خاص به (IP Address)، فحتى الأفران والثلاجات سيكون لها عنوان يتيح التحكم بها وصيانتها من قبل مصنعيها عبر الانترنت. بل إن البيوت الذكية يمكن أن تتحكم بها وبكافة أجهزتها من خلال هاتفك المحمول ومن أي مكان.
إن البيوت الذكية بمجرد أن تنخفض درجة حرارة الجو فإنها توقف أجهزة التكييف، بل وتفتح النوافذ أوتوماتيكيا ولذا فإن البيوت الذكية لم تأت ابتداء لزيادة الرفاهية والترف للحضارة المدنية بقدر ما هي مطلب ضروري للتقليل من استهلاك الطاقة الكهربائية، والتي أصبحت تشكل خطرا قادما في كمية الطاقة الكمية المستهلكة مقارنة بالكمية المنتجة.
إن البيوت الذكية لا تعني أن المنزل بحد ذاته يحوي أنظمة ذكية فقط، بل كذلك بمدى اتصال النظام الرئيسي في البيت بالعالم الخارجي ليكون المنزل وحدة في منظومة متكاملة من المنازل الذكية، وبمعنى آخر أن تستطيع سيدة المنزل من تقليل الحرارة على طعام الغداء الذي يطبخ وهي تشرب الشاهي عند جارتها، وذلك عبر الانترنت.
إن مثل هذه الأنظمة فيها من الذكاء ما يكفيها لان تتعلم من سكان البيت عاداتهم في موعد النوم والاستيقاظ وما يحتاجونه من إضاءة مثلا، ودرجة الحرارة التي يفضلونها في الصيف وفي الشتاء، مما يجعل هذه الأنظمة تقوم بهذا الدور أوتوماتيكيا وبدقة متناهية، كما يمكن للبيوت المبنية من تركيب مثل هذه الأنظمة بطريقة لا سلكية.
ونظرا لكوننا نعيش طفرة عمرانية جديدة، فان يتوجب على كل مستثمر أن يحرص على تركيب كافة الأنظمة التي تجعل هذا العقار ذكيا بمعنى الكلمة، ليس خدمة في تسويقها وتقديم الرفاهية لساكنيها فقط، بل لتوفير الطاقة الكهربائية التي تزداد الحاجة لها يوما بعد يوم بشكل كبير.
بقلم: م. يوسف الحضيف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق